المشاركات

عرض المشاركات من فبراير, 2021

يوميات معلم (التمساح )

صورة
    يوميات معلم ( التمساح) إن الحياةَ المدرسيةِ مرسمٌ ، تَرسَمُ فيه مستقبلك ومعملٌ تُشكِلُ فيه شخصيتك ، بالرغم بما فيها من ضُرُوب و وأختلاف ، فهي  مجتمع مصغر بما تحويه الكلمة من معنى ،  هناك الفقير والغني ، والضعيف والقوي ، المثابر والمشاكس ، الذكي والغبي ، المهرج والجاد ، ولأجل هذه المقدمة قصة و رواية.. دق جرس إنتهاء الإستراحة , وعلى كل طالبٍ في الساحةِ والممرات ومنافذ البيع التوجه إلى الصفوف مباشرة ، والا طار زمن المخصص للحصة الخامسة ، ولذا على المعلمين والمناوبين بالذات ، الانتشارُ والمُلاحَقَةُ  في استعجالِ دخول الطلبة ، الذين لا زال بعضهم في نشوةِ اللعب يسرحون ويمرحون ، وصار الأمر معتاداً كما يقال(روتيني) ، ولكن  الغريب ولغيرَ معتاد ، هو ذلك الشاب الذي يتباطأ في مشيته ، وكأن الامرُ لا يعنيه ، فقلت في نفسي سأتولى امره واجْعَلَهُ يُسرع الخُطَّى ، اذا لم يسعَ سعيا ،  فهذا أول تعين لي في هذه المدرسة ، اقتربت منه ودفعته دفعا يسيرا على كتفه أن امشِ ولا تعقبْ ، ولكن لم يحدث من ذلك شئٌ ، بل وقف وقال :  (لا تدف) اي لا  تدفع ، ونظرَ الي نظرةٍ ،...

يوميات معلم    (ابتسامة جافة )

صورة
  توافدَ الطلابُ على المدرسة صباحا من كل حدبٍ وصوب ، فرادى وجماعات ، فمنهم المترجّلُ ومنهم الراكبُ. وهناك من يراقب القادمين ، يقف على المدخل الرئيسي ، يحث السير بصمته ، ويضفي صرامةٍ و حزمٍ في صباح جديد ويوم دراسي يُرتجى منه الجد والإجتهاد. اقبلَ  الطالب (ع)  مع أولُ الداخلين ،  كتبه بين يديه ، لُفتْ بشريط اشبه بالحزام ،  استوقفه المعلم _ المراقب على المدخل الرئيسي _  دون غيره قائلا : ايه انت ! اين كتبك؟ . وقف الطالب ونظر من حوله وقال : انا ؟! _المعلم: نعم ، انت . اين كتبك ؟! _ الطالب : هذه بين يدي . _ المعلم : اهذه كتب ! يبدو أنها ليس ليوم دراسي كامل ، هذه تلاثة كتب ، اين البقية ؟ وقبل ان يرد الطالب مجددا ، يقاطعه المعلم بقوله : اذهب من أمامي ، اكمل الطالب دربه دون ان يبرر موقفه ، فهو المعلم ، ولذا يقول شوقي : قُم لِلمُعَلِّمِ وَفِّهِ التَبجيلا                         كادَ المُعَلِّمُ أَن يَكونَ رَسولا لم يمر وقت طويل حتى جاءَ ولي...

يوميات معلم ... ((مجنون في المدرسة))

صورة
  يوميات معلم: محُود في المدرسة. لم يكن اليوم الدراسي كالايام المعتادة ، بالرغم من أن الطلبةَ في الحُجر الدراسية ، والمعلمين  بين تدريسٍ و مناوبةٍ وآخرين في المكاتب يتبادلون أطراف الحديث ، ويرتشِفون الشاي ، وهناك من هو منهمكٌ في تحضيره او إعداده للحصص القادمة ، لقد مرت الساعات الاولى في سكونٍ و هدوءٍ لا مثيل له . كنت من المناوبين لذلك اليوم  الذي تغير مجرَاهُ بعد الساعة العاشرة صباحا ، حينما دخل دخيلٌ بدراجته النارية  المدرسة ، وأثار الفوضى في ساحتها وارجائِها ، إنه مُحود ! وما ادراك ما مُحود ! (تصغير لاسم محمد في اللغة الشحرية). ذلك الشاب في العشرينيَّات من عمره ، يرتدي من الثياب المستهلكة ، لا تناسق بين قميصه ، وسرواله الطويل ، وقبعته ، البتة . مُحود كثيرُ الحركةِ كثير التنقل لا تكد تمر بزقاقٍ او شارعٍ عام ، او محطةٍ الا و مُحود ينطلق بدراجته النارية بشكل جنوني ، لا يراعي فيها الإشارات المرورية ولا اللوائح الإرشادية ، وكأنه ابن الجَلا وطَلاعُ الثَّنايا. وْسِمَ بالمجنونِ إلا أنه غير عدواني ولا يطلب منك سوى قرشاً واحد وينصرف ( ويقصد به ريالٌ)  ، لا أُخ...

يوميات معلم ...(( قاعة الإختبارات))

صورة
  يوميات معلم:  ( قاعة الاختبار ) وُزِعَتْ الأوراقُ  على طلبة الصف الثالث الثانوي للتعليم العام ، وعليهم  البدء في حل الامتحان من  الساعة الثامنة صباحا. القاعةُ فيها  ما  يَرْبُو على ثلاثين طالبٍ يخضعون لاجتياز هذه المرحلة ، بالإضافة إلى مراقبين اثنين عليهما التأكد من سير فترة الاختبار بطريقة  مُثْلى ، فلا حديثٌ  ولا اِلتفات. الأسئلةُ أمامهم والاقلامُ بينَ أناملهم،  ما عليهم سوى عصر أذهانهم وسبكِ إجابتهم على دفتر الإجابة. _مهمة المراقب في القاعة  هي الملاحظة ، وليس مهمته التوجيه و التحذير فهذا امرٌ مفروغٌ منه ، بل الهدوء مَطْلَبٌ أساسيٌ للممتحنين ، ومهمة المراقب الحفاظ على السكينةِ و التأكد من سلامة القاعة من اساليب الغش والخداع _ المراقب الذي كان معي في اللجنة ، مصري الجنسية رهيب البطن رحيب الصدر ، ذو فُكاهَةً ، فلا غرابةَ فأهل مصر كما يقال يتنفسون الفكاهةوالدُعابة  ت ظهر عليه علامات الصرامة والحزم ،  يكرر خطاب التحذير والتنبيه والتهديد بسحب ورقة الإجابة لِمَنِ استحق ذلك ، وهناك عرض مجانيٌّ  لمحضر الغش. حقيقةً...

يوميات معلم ((يوم عصيب))

  يوميات معلم يومٌ عصيبٌ هناك معلم جديد ، وكادر انضم  قريب ، سلك بالتدريس فسَلَك ، وثابر فيهِ فمَلَك ، خلوقٌ ذاع صيته ، حاز الرئاسةَ من بين أقرانه ، وكما يقال الحسود لا يسود. على السبورة وقف ، كتب عنوان الدرس و أرَّخ.  وما هي الا لحظات وتفوح رائحة في المكان ، هناك غازات منفلته تعج و تلوف في غرفة الصف ، أهو تسرب مقصود ؟! او هو أمر معهود ؟! وما لبث ان رفع طالب يده  مستأذن بالخروج  ، وافق الاستاذ على الفور  ، و كما قيل  اذا عرف السبب بطل العجب ،  ولكن الرائحة لازالت تحوم في  المكان . في الحقيقة استحى المعلم ( ابومسلم)  ان يقول للفاعل  أنِ اخرج  ولكنه تحمل بكتم أنفاسه ، حفاظا على مشاعر المتسبب  او  السخرية منه ، وها هو الفرج قريب ، اذ ان هناك يد اخرى تستاذن بالخروج ، لعله الفاعل الحقيقي هذه المرة ،  فوافق على الفور . ولكن ظلت النتيجة سلبية ! يقول ابن الرومي: فاهرُبْ وأين بهاربٍ من طالبٍ                  في كلِّ مُطّ...

يوميات معلم . ((التكريم))

  يوميات معلم إنَّ للتكريمِ أَثَرٌ عميقٌ في نفس المعلمِ من عدَّةِ أوْجُهٍ فهو ؛ تقديرٌ وتثمينٌ لِجهدهِ وأعماله ، إذ أن النجاحَ الحقيقيُّ للمعلمِ  هو النجاح الفعِليُّ  لِتلاميذه وطلابهِ ، فهم باكورةُ إنجازاته ، فما أجملَ تلك الحظات التي يُكرَّمُ فيه المعلم من الهئية التدريسية ، ولكن اخي العزيز ، ما أروع وما أبلغ من تكريمٍ يأتي من أبنائك الطلبة ، فتلك لا تقاسُ بتلك ، وشَتَّانَ بين الأمرين وفي كلٍ خير . الاولى( من الإدارة المدرسية ) دليلٌ على الانضباطِ و جودةِ العملِ والأتقانِ  . الثانية(من الأباء والأبناء) دليلٌ على الأثر العميق الذي خلَّفَهُ المعلم من خلقٍ وعِلمٍ ، إخضرتْ أغصانه وأينعتْ ثِمارهُ ، فلامسَ قلوبَ الصِغار وعزف عليها  الألحان ، فتَاقَت أنفسهم  لتكريمه وحثوَا أبائهِم على البذل والعطاء . أبوعامر (س) نال ذلك التكريم  ، فقد كان قريب من طلابه ، هادي الطباع ، متواضع مثابر ، فلا غرابة ان يُكرَّمَ مرتين ، وأن ينالَ الأجرين. وصدق من قال :       تَوَاضَعْ تكنْ كالبدرِ لاحَ لناظرٍ       ...