يوميات معلم ((اعجبُ ما سمعت))

 يوميات معلم:

أعجبُ ما سمعت !!
في إحدى الأيام قررَّتِ الإدارة المدرسية الخروج في نزهة مع معلميها ، من اجل الترويح و توثيق روابط الألفةِ والمودةِ بين اعضاء الهيئة التدريسية ، وما لذلك من أثر في النفوس ، يتجاوز المعلمون المَلالةَ والجمود عمَّا يعيشونه في الحرم المدرسي.
يقول ابن عبدالقدوس:
              أذا كان ود المرء ليس بزايدٍ 
                             على مرحبا أوكيف انت وحالكا
             او القول اني وامق لك حافظِ
                                    وأفعاله تبدى لنا غير ذلك
             ولكن اخا المرء من كان دائما
                                   لِذِي الوُدِّ حيثما كان سالكا
وبينما كنا نتسامر قبيل وجبة العشاء في سهل اتين ، حيث  النسائم والجو العليل ، اذ خَطَرَتْ فكرةٌ لابي محمد ( مدير المدرسة ) وهي ذكر أغرب المواقف والطفِها في المدارس .
كلٌ ادلى بدلوه ، و سرد ماعنده ، فلما حكى لنا ابو علاء ( مساعد المدير)  هذه القصة كانت من اذهلِ ما سمعتُ ، إنها حكايةٌ ، لم ترها العينَ ولم تسمع بها الأذنَ ولم تَخْطُر على قلبِ معلم .( وربما انت كذلك اخي القارئ والمتابع )
ذكَرَ لنا الأستاذ عبدالله هذه القصة فقال :
التقى ثلاثة معلمين لموادٍ مختلفة عند مدير المدرسة ، يَشْكُونَ طالباً في الصف الخامس الابتدائي، واتفقتْ كلمتهم على أن الطالبَ (س) ضعيفٌ وضعيفٌ جدا في التحصيل الدراسي.
قال المدير : عليكم بالخططِ العلاجيةِ ، وتكثيف الانشطية الصفية ، ووضع خطة زمنية ، ومتابعتها بجدية.
رد المعلمون : كل ذلك فعلناه وكل الطرق طرقناها وفي كل مرة نرجع بِخُفِّي حنين ، فلم نتقدم قِيْد أَنمُلة ، بل نتأخر شبرا او ذراعا.
استدعى مدير المدرسة الطالب الى مكتبه ، فسأله و حاول إيجادَ حلٍ لهذهٍ المُعْضِلة ،  حاول مرارا ان يجد عاملا مشتركاو خيطا رفيعا  يصله بذاك الطالب ، ولكن دون جدوى او فائدة تذكر ، وصار كمن يقول : أن تسمع بالمعيدي خير من أن تراه .
قرر المدير في اخر المطاف ان (س) مألُوقٌ و مأْلُوسٌ وعليه الاسراع في طلب ولي امره  في اقرب وقت واسرعه .
زار  ولي امر الطالب (س) المدرسة ، فقابله المدير ، بِحَفاوةٍ ممزوجةٍ  بحياءٍ  وتردد،  ولكنه تمالك نفسه ، وقال له بالحرف الواحد والعبارة الواضحة الصريحة: ابنك أبله ! ولا  يفهم شيئا ، وانا اسف ان اوجه  لك هذا الكلام .
هاج و ماج ولي الامر ولم يقبل كلام المدير وقال ان كلامك هذا  عارٍ عن الصحة ،  فابني اعقل من كل الطلبه في مدرستكم ، اذا لم يكن ....
قاطعه المدير : طيب ، طيب ابنك اذكى واعقل منا ، دعنا نختبره ،  ونسأله سؤالاً واحدا فقط .
ولي امر الطالب  : تمام (وقد بدت نواجذه ، ونالت الفكرة استحسانه)
مدير المدرسة ينادي (س):  تعال الى هنا .
الطالب: ايوه  ايش تريد ؟!
المدير: اريدك ان تبحث عني ، تبحث عني ، في صف خامس اول .
الطالب: تمام . وركض الى صف خامس اول مسرعا ، ثم عاد مسرعا كذلك .
الطالب : استاذ ،  استاذ  ، ما حصلتك في خامس اول.
حينها نظر مدير المدرسة الى ولي الامر ثم قال : أرايت؟!
وكان ولي امر الطالب يتابع ما جرى ، و نظر  وهو مغضب إلى ابنه  ، ثم صكهُ صكهْ ، وقال له :  لمَ لا تبحث عنه في صف خامس ثاني !!!.
في تلك اللحظة انصدم مدير المدرسة ومن كان حاضرا فقد جَاءَ بٍالطَّمِّ والرَّمَّ كما يقال ، وصدق من قال :  من شابه اباه ما ظلم . حينها ادرك الجميع بأن العِرقَ دسّاس ،  والتَمَسوا للطالبِ  عذرا ، فاذا عُرِفَ السبب بطل العجب.
فهل يحق لي ان اقول :
عش معلما ترى عجبا ، وَكُلْ أقِطا  وَقُلْ عِنبا.
انتهت قصة ابى علاء المضحكة المبكية ورغم ذلك لم تمنعنا من الخضمِ  والقضمِ  للعشاء في تلك الليلة .
دامت أوقاتكم عامرة بذكره مسبحة بامره.

******
وامق: محب
مالوق ومالوس: هو المعتوه.
الخضم : الاكل بجميع الاسنان
القضم:  بأطراف الأسنان. 

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

رحلة العودة ح١ صنعاء

يوميات معلم (يوم الزينة)

يوميات معلم ...(( قاعة الإختبارات))